عامر منيب، الفنان الذي جمع بين موهبته الفنية العظيمة وروحه الطيبة، سجل القرآن الكريم بصوته وكان معروفًا بأعماله الخيرية التي لم يُعلن عنها. كان دائمًا قريبًا من الله وكرمه لم يتوقف، حيث كان يوزع الأموال على العمال البسطاء في محطات الوقود دون أن يعرف أحد، وفي أيامه الأخيرة، رفض حضور شقيقته جنازته لأسباب غريبة.
ولد عامر منيب عام 1963، وكان حفيدًا للنجمة الكوميدية الشهيرة ماري منيب، التي ألهمته حب الفن منذ صغره. رغم ذلك، اختار التركيز على دراسته ولم يكن يفكر في دخول مجال الغناء.
الصُدفة وحدها هي التي أدخلت عامر منيب إلى عالم الغناء. كان يستعد للسفر إلى أستراليا لاستكمال دراسته، وقبل الرحيل قضى سهرة مع أصدقائه في كازينو، حيث قابل الملحن حلمي بكر والفنانين محمود ياسين وشهيرة، حيث غنى لهم إحدى أغاني عبد الوهاب الصعبة، مما أثار إعجاب حلمي بكر الذي أقنعه بالبقاء وعدم السفر. وبدأت من هنا مسيرته الفنية.
استجاب عامر لنصيحة حلمي بكر وبدأ مشواره الفني، حيث أصدر أكثر من 12 ألبومًا غنائيًا وشارك في عدة أفلام سينمائية ناجحة مثل "سحر العيون"، "كيمو وأنتيمو"، و"كامل الأوصاف".
عامر منيب تزوج من إيمان الألفي، وأنجب منها ثلاث بنات: مريم، زينة، ونور. وبينما كانت حياته تبدو مستقرة، اكتشف إصابته بسرطان القولون. سافر إلى ألمانيا للعلاج وخضع لعملية جراحية، وبعد عودته إلى مصر تدهورت حالته مرة أخرى حتى وافته المنية عام 2011.
كرم عامر منيب وأعماله الخيرية: كان عامر منيب معروفًا بكرمه واهتمامه بمساعدة الفقراء دون إعلان. حسب ما ذكره الفنان رامي صبري في أكثر من لقاء تلفزيوني.
في أيامه الأخيرة، نشب خلاف بين عامر منيب وشقيقته أمينة بعد أن تورطت في قضايا مالية، حيث اقترضت 20 مليون جنيه بحجة التجارة وتم الحكم عليها بالسجن لمدة 12 عامًا، حيث قرر عامر التبرؤ منها وطلب منها عدم حضور جنازته إلا إذا سددت الأموال وتابت إلى الله.
من أجمل ما قدمه عامر منيب في نهاية حياته، تسجيله للقرآن الكريم بصوته، آملاً أن يكون هذا العمل في ميزان حسناته ويجلب له الثواب في الآخرة.